السبت، 23 مايو 2009

فراق الأحبة

هذه قصيدة كتبتها في آخر أيام دراستي قبيل فراقنا .. فسال القلم .. على الورق وقال ..

حياة المــرء أولــــها بكـــاء
وآخر أمـــره فيــها فـنــــاء

وبينهما تموج به الحيــــــاة
فنعمتـــها ونقـمتها ســـواء

يرى من كل نائبة صروفـــا
وليـــس لحــاله فيها بـقـــاء

فلا فرح يدوم على ابن أنثى
ولا فـقــر يــدوم ولا ثـــراء

كذا عيش الفتى حينا سعيدا
وأحيانا يـطول به الـشقـــاء

وأعظم مايلاق المرء فيـها
من النكبات إن عــظم البلاء

فراق أحبة في الله كانــــوا
على ود يفيض بـه الــنقـــاء

فإن البعد يورثني همومـــا
فيصبح خاطري فـيها هــواء

فقد قرب البعاد بنــا وإنــي
سأبغي (قبل ما يـئن) الـدواء

فقبل البين قد زيد اشتياقي
فقلبي مكلم عيني سمــــــــــاء

فكيف إذا تباعدنا وكــــــنا
على الأرجاء وقد بعد اللقـاء

إذا مرت بذهنــــي ذكريــــات
سنـون أومضت فيها الضياء

كأطياف الرؤى حلت وغابـت
كما أخفى دجى الليل الســناء

تهاطلت الدموع على جفوني
كماء الودق إذ قال الســمــاء

واذكرني وأخداني وصحـبـي
بدار العلم يحويــنــا الصـفـاء

واذكر رفقة ملؤوا فــــؤادي
وكان الصدق فيـهم والوفــاء

رياض الحب كنا فيها نـزهو
تلاقينا فكـان لــنـــا ارتــقــاء

كأنا كالطيــور إذا تســامــت
بقــلب واحـــد ولـــهـــا حداء

ركبنا الفلك بسم الله نجـــــــري
( إلى العلياء) قد كان النــــداء

ببحر العلم كان الفلك يســـــري
منافع لا ترى فيــها انتـــهـــاء

وكان يقودنا فــــيه شيـــــــوخ
لـهـــم في كل دائــــرة لـــــواء

هموا بدر الذي في الليل يسري
هموا شمس المعارف والسخاء

سقونا من كؤوس العلم غـرفا
فنعم المستقى نــعـم الســـقــــاء

شربنا منهلا عذبـــــا فـــــــراتا
على ظمأ فكان لــــنا ارتـــــــواء

كتاب الله والسنـــن العوالــــــي
وأعــــلام لـــذكرهم بــــــقــــــاء

وردنا البــحـر غايتــــه ولمّــــا
يكون لنا بلقيانـــــا اشـتـــفــــاء

لئن شط النوى هذا التلاقــــــي
وجز لقاؤنا بكــــــم القضـــــــاء

فلم تزل القلوب لهــا اتــصـــال
رحلنا والنـــفــــوس لها الـتقاء

بكى قلمي ومحبرتي ورســـمي
فسال الحـــبـــر وارتسم الـبـكاء

دعوني اسكب العبرات إنـــــي
كليل القلب لا أقــوي الجـــــلاء

بكت مني المحاجر والمآقــــي
وسالت أدمــــعي وبــي اكتـواء

ألا ياعين صبرا ثم صبـــــــرا
وأيم الله في هـــــذا الـــــــعزاء

فما هذا الفراق سوى اتصــــال
ستجمعنا المحبة والإخــــــــــاء

أيا رباه فاجمعنا جمــــيــــــــعا
بجنـــــات إذا حــــل الجـــــزاء

وبلغنا منابــــــــــــر نيــــــرات
فيغبطنا عليها الأنـبــيـــــــــــاء

وأوردنا جنان الخــــــــــلد ربي
تقبـــــــل ربنا منا الدعــــــــــاء

إذا هبت رياح الحــــب يـــوما
وأسمعتم من الطير الـحـــــــداء

وفوق البان رنّمت الطيـــــــور
صفير و هديل أو غنـــــــــــــاء

فتلك تحيتي فلـــــتــــــعرفوها
وآي الحب يرسله الخفـــــــــاء

الأربعاء، 20 مايو 2009

أدر الكؤوس ....

أدر الكؤوس وأحسن التعريسا ** وخذ المدامة وابدأ الترجيسا

إني ظمئت من الهوى فالتسقني ** من وردك الصافي العذوب كؤوسا

عجل إلي بقينة وبغادة ** تجلي الهموم وتذهب التعبيسا

لم يدعي قومي بأني ملكها ** أو أن عيشي مذ شغفت تعيسا

فدعوا الملامة لست أملك حبها ** إني رئيس بالهوى مرؤوسا

إني كتمت الحب حتى أنني ** كالليل يترك بدره محبوسا

هل يقدر الليل بأن يمحو الضحى ** أو أن يزيل عن النهار شموسا

يا لا ئمي في الحب مهلا إنني ** عن كتم أسرار الهوى ميؤوسا

يا ليتني لما أرى تلك التي ** قد جرعت قلبي الأسى المغروسا

خلف النقاب رأيتها من حسنها ** كالشمس خلف سحابة مدسوسا

سقط اللثام عن الجمال كأنما ** ألقت علي من اللثام دسيسا

قد زادني ولهي نحولا والكرى ** لم يبق في الجسد النحيل نسيسا

إني رأيت الحب يطرح في الثرى ** يرد الكمي ويسكن الناؤوسا

إني وجدت الحب سهم نافذ ** رمح يبيد الدارع المتروسا

إني نذير العاشقين من الهوى ** الغارمين الخاسرين نفوسا

الواهبين حياتهم وقلوبهم ** الكاتمين من الأسى المغروسا

لولا مخافة أن تضلوا في الهوى ** ما كان أنذر قوم موسى موسى

محمد الجابي

نهج الغزل القديم ....

زعمت مليكة إدعاءً أنني

....في الحرب مثل الواهن المستوهل

لما رأيتَ الموت أقبل مسرعا

........ولّيت دبرك خوف لقيَ الجحفل

ولقد ذكرت بأن سيف صارم

..........والموت إن يقبل عليك ستقبل

وذكرت أنك في المعامع فارس

......والسيف في كفيك كأس الحنضل

إن أنت تقبل فالكماة كأنهم

..............حمر تفر من الأسود القلل

والخيل تعلم والرماح بأنها

.............خلقت لليث إن يقاتَل يقتل

وذكرت أنك قد أخذت خيولهم

........السيف أخضب بالدم المتسربل

وتركتهم والدمع ملءُ جفونهم

............والنائحات من النساء تعول

يوم الكريهة كنت أول فارس

............ألقى السهام وفر قبل الأول

فأجبتها والقلب منها مغرم

........" إني امرأ سأموت إن لم أقتل"

لما رأيت السيف شع بريقه

............كبريق ثغرك ساطعاً يتهلل

فخشيت أني إن أموت فلن أرى

...........لمع الخدود وعينك المتكحل

فتغاضبت مني وقالت غلظة

........لا خير فيك فأنت بئس المرجل

فأجبتها متغاضبا من قولها

............تبقى الحياة لباسل وشمرذل

إن كنت أزمعت الترحل فاعلمي

...........أني تركتك قبل أن لم ترحل


أبو مراد الجابي

ثلاثية في الغزل

يا ورد هل لك من مليكة مطلب ** فإلى مليكة قد تناء المركب

قولي إليك أيا مليكة أنني ** من ماء حبك أستفيض وأشرب

لا تعجبي مني فتلك مشاعري** نحو التي من أجلهــــــــا أتقرب

صروف الدهر ( الفراق )

صرف الدهر تبكين السنينا


وتسقينا الأسى حينا فحيــنا


وما من امرأ في الأرض إلا


سيلقى من مرارتها الأنينــَا


وما هذي حياة سوى ابتلاء


وما في هذه الدنيا مهيـــــنا


وقفت على ديار القوم أبكي


علّ الدمع يورثني حنيـــــنا


أسيل الدمع شوقا واشــتياقا


وأبكي بالذي قد حل فيـــــنا


فقد عشنا سنينا غــــــابرات


وألحقن السنين من السنــينَا


وعشنا في الحيات بكل حب


سرور في اللقا متبسميـــــناَ


وكان الود يجمعنا لأنــــــــا


لأجل الله كنا مقبليـــــــــــنَا


ففي المولى تحاببــــــنا وإنا


سنبقى دائما متآلفيــــــــــــنَا


أيا عين الحبيب فجود دمـعا


دموع العين تسليــن الحزينَا


أتان البين بعد الوصــــل إنا


بــهذا البين صرنا مكلمينا


فما معنى الحياة بـــدون خل


خليل المرء في الدنيا الأمينا


وما في الكون من أحـد أمين


سوى من يبتغي الإسلام دينا


طيور الأيك روحي خـبريهم


بأنا في المحبة صــــــــادقينا


بأن الحب يجمعنـــــــا إذا ما

تفرقنا وكنا مبعديــــــــــــــنا


وما هذا الفراق سوى اتصال


فكم جمع الوداد البائنيــــــــنا


وكم جمع الوداد قلوب قـــوم


تآخوا مقبلين ومدريــــــــــنا


إذا أحد بآلام تأنـــــــــــــــى


تراهم بالمحبة مسعفيــــــــنا


وما في الله من حب سيبـقى


وما في الله لا يفنى قرونــــا


هي الدنيا مجيء وارتحـــال


غدو في الغداة وآيبيــــــــــنا


إلهي قد قضيت لنا قضــــاء


رضينا بالقضاء نعم رضيـنا


إله الكون فاجمعنا جميـــــعا


بجنات الخلود منعميـــــــــنا


وبلغنا منابر نيــــــــــــــرات


فيغبطنا عليها المرسلـــــونا


وصل الله ما شمس أضـاءت


على خير الورى والمرسلينا


أبو مراد الجابي